|
ضعف الصورة الذاتية .. و تأثيره على الثقة بالنفس
وردت هذة القصة فى كتاب ( طوق الحمامة ) للإمام إبن حزم
الأندلسى حيث ذكر أن تنافسا شديدا وقع فى الأندلس بين أربعة من التجار و تاجر
مشهور، و اشتد ذلك التنافس حتى كرهوه و قرروا أن يزعجوه، و حدث أنه كان خارجا من
منزله صباح أحد الأيام، ذاهبا إلى عمله، مرتديا جلبابا أبيض و عمامة بيضاء، فقابله
أول التجار الأربعة و ألقى عليه التحية ثم نظر إلى عمامته، و قال : " ما أجمل
هذه العمامة الصفراء " .. فقال التاجر : هل أنت أعمى ؟! .. إن عمامتى بيضاء
.. فرد عليه قائلا : " بل صفراء، صفراء و جميلة ".
ما كان من التاجر إلا أن تركه و استمر فى طريقه مستغربا،
و لكن سرعان ما قابله ثانى التجار، و ألقى عليه التحية، ثم نظر إلى عمامته، و قال
: " ما أجمل ثيابك اليوم، و خصوصا هذه العمامة الخضراء " .. فقال التاجر
: " عمامتى بيضاء يا رجل " .. رد عليه قائلا : " لا .. إنها خضراء،
خضراء و جميلة ".
أكمل التاجر طريقة، و هو فى قمة الاستغراب، حتى أنه بدأ
ينظر إلى طرف العمامة ليتأكد من بياضها، و ما إن وصل إلى عمله حتى أتى إليه ثالث
التجار فألقى عليه السلام و قال له : " يالله .. ما أجمل ثيابك اليوم، و ما
أروع هذه العمامة الزرقاء " .. خلع التاجر عمامته ليتأكد من اللون، و صاح
بالرجل : " إن عمامتى كما ترى بيضااااااء " .. رد عليه قائلا : "
ماذا أصابك ؟! .. إنها زرقاء يا أخى، زرقاء و فى قمة البهاء " .. قالها و ذهب
إلى حال سبيله.
بدأ التاجر فى عمله، و بين اللحظة و الأخرى كان ينظر إلى
طرف العمامة ليتأكد من لونها، و لم يمض وقت طويل حتى دخل عليه رابع التجار و ألقى
عليه التحية و قال : " من أى متجر حصلت على هذة العمامة الحمراء ؟ "،
فأخذ التاجر يصيح : " عمامتى زرقاااااااء " .. رد عليه قائلا : "
هى حمراء " .. فقال التاجر " بل خضرااااااااء .. لا لا .. إنها بيضاء ..
لا لا سوداء .. لا لا " ، ثم ابتسم ، و ضحك، ثم أجهش بالبكاء، ثم وقف و أخذ
يقفز فى الشارع.
و من يومها و هو مجنون فى الشوارع .. يعرف الجميع قصته
.. و يستهين به الأطفال .. و كلما رأوه قذفوه بالحجارة.

6 التعليقات:
:) أعجبتني كثيرا هذه القصة الحكيمة ... شكرا لمشاركتنا القصة ... متابعين إن شاء الله .
أشكر لكِ اهتمامك أيتها الصديقة العزيزة .. و تشرفنى متابعتك أنتِ و كل القائمين على مدونة مايند ويتس
قصة تجمع بين الفكاهة والألم
فعلا الثقة بالنفس من الأهم الأمور التي قد تقيك الجنون
تحياتي وتقديري البالغين لمدونتك الرائعة وأهنئك على الشكل الجديد لهذه المدونة
تحياتي وتقديري البالغين
حكاية قلم
أحييك أخي العزيز على هذا الإبداع في عرض القصة وأحييك مرة أخرى على التغيير الجميل الذي أحدثته في المدونة
وأعتذر إ‘ن كنت قد علقت باسم صبحي إسماعيل لكنها غلطة غير مقصودة وهي مدونة أعمل على تصميمها للكاتب الكبير صبحي إسماعيل ولم انتبه إلى أني كنت فاتحة موقعه عندما علقت
تحياتي وتقديري
كانت هنا
حكاية قلم
الكاتبة الصديقة فاطمة العبيدى .. أشكرك جدا على رأيك القيم، الذى ينير لى الطريق دائما .. و بالنسبة لموضوع التعليق .. جل من لا يسهو.
كانت هنا .. و الشكر لها أن كانت هنا :)
لم أجد القصة في طوق الحمامة لابن حزم!!!
إرسال تعليق